خياران لقادة اليمين

خياران لقادة اليمين: رئيس سيقدم للمحاكمة وآخر يغدقهم عطاء

  • خياران لقادة اليمين: رئيس سيقدم للمحاكمة وآخر يغدقهم عطاء

اخرى قبل 5 سنة

خياران لقادة اليمين: رئيس سيقدم للمحاكمة وآخر يغدقهم عطاء

كان نتنياهو أول من لاحظ أن انتخابات الكنيست الـ 21، التي هو نفسه فرضها على الساحة السياسية، من شأنها أن تؤدي إلى انتهاء ولايته. كان هذا هو السبب الذي دفع محيط رئيس الوزراء الأقرب لأن ينزلوا على رأس بني غانتس ويغرقوا الشبكات بمعلومات كاذبة وبشعة ترمي للمس بالثقة الذاتية لغانتس وعرضه كشخص مضطرب نفسياً لدرجة أن يخاف الإسرائيليون انتخابه لقيادة الدولة.
وفقاً لكل المؤشرات، فإن هذه الفكرة التي تسمى «الحملة السلبية» فشلت تماماً. فلم يقع غانتس على الأرض، ونجح في أن يعرض شخصية تبث نزاهة واستقامة، كما هو متوقع من رئيس أركان خدم الأمة.
إذا كان غضب الشارع في الماضي هو الذي يولد مظاهر العنف وبث الأكاذيب ضد المرشحين، فإن مصدر التعابير البشعة التي تعرضنا لها في الأشهر الأخيرة هو بلفور. فقد فرض علينا نتنياهو مهامة واحدة: أن نختار بين بيبي وبني، أخفى زملاءه في الليكود عن حملة الانتخابات، ووضع الاختيار له في قلب الحملة.
هذا الصباح سيبدأ حساب النفس: فمن الاستطلاعات التي توقعت سبعة مقاعد لفايغلين وحتى تلك التي قدرت بأن جمهور الناخبين غير معني بلائحة الشبهات وبسلوك نتنياهو الشخصي، والأساسي من ناحيته هو الشكل الذي يستقبل فيه في البيت الأبيض أو في الكرملين. يحتمل أن نكتشف أن مجموعة كبيرة من ناخبي اليمين ملوا بل وحتى شعروا بالعار من سلوك رئيس وزرائهم غير الأخلاقي.
هذا الصباح، حين ستتضح الصورة الحقيقية لتوزيع المقاعد، سيكون ممكناً القول أن ليس حكم اليمين هو الذي في خطر، بل استمرار حكم نتنياهو. للحقيقة، فإن قائمة الطعام التي عرضت على ناخبي اليمين ـ الوسط كانت في غاية التنوع لدرجة أن الوجبات التي ستقدم لنا في شكل منتخبي الجمهور في الكنيست هي نوع من العينات. أن نتذوقها ولكن أن نبقى جوعى. إن صورة الوضع التي ستعرض علينا في الأيام القريبة القادمة ستضع قادة الأحزاب من اليمين أمام خيار شبه متعذر: هل تريدون أن تجلسوا في حكومة رئيسها سيقدم إلى المحاكمة على نحو شبه مؤكد بتهمة تلقي الرشوة والغش وخرق الثقة بحيث إن فترة ولايته في كل الأحوال ستنتهي في غضون سنة أم ترتبط ببني غانتس الذي سيمنحكم كل الخير في توزيع الميزانيات التي تعنيكم وكذا لأن لائحة غانتس من الزاوية السياسية لا تختلف دراماتيكياً عن فكر نتنياهو. نظرة خاطفة إلى المرشحين الذين انتخبوا هذه الليلة حزب أزرق أبيض ستقودنا إلى الاستنتاج بأنه في حكومة بقيادة بني غانتس لن تخلى مستوطنات من المناطق وأن ثمة احتمال لفكرة الدولتين.
قد يتبين هذا الصباح أنه لن يكن مبالغاً فيه القول إن نتنياهو يقف في المرحلة البائسة من ناحيته ـ انتهى مفعوله.
اقترح أن نتذكر في هذا السياق وعد المستشار القانوني للحكومة بأن كل مواد التحقيق المتعلقة بالاتهامات ضد نتنياهو والمشبوهين الآخرين ستنقل في الصناديق إلى محامي المشبوهين. تصوروا ماذا سيحصل حين يعرض علينا في كل مساء، في أثناء الاتصالات لإقامة الحكومة التالية مواد تحقيق صادمة على أساسها قرر المستشار القانوني للحكومة تقديم نتنياهو إلى المحاكمة تبعاً للاستماع. لا شك عندي أن نتنياهو سيتأسف على طلبه تأجيل نشر مواد التحقيق ضده إلى ما بعد الانتخابات.
من يتابع ساحتنا السياسية يجب أن يتصرف بحذر في كل ما يتعلق بمصير المرشحين لرئاسة الوزراء. فقد سبق أن شهدنا «انتصار» شمعون بيرس حين نهضنا في الصباح مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ومع ذلك، ليس كل مقارنة تاريخية تؤدي إلى حل واحد. فالتاريخ لا يكرر نفسه دوماً.
أجدني مستعداً لأن أخاطر وأقول إن ما حصل هذه الليلة لا يقل عن ثورة سياسية على المستوى الشخصي. ففي إطار الكليشيهات التي طرحت على مدى أشهر حملة الانتخابات جرى الحديث عن نتنياهو الذي يدير معركة حياته. ليس مؤكداً. نتنياهو يريد أن يستمر في الولاية وربما يستعين بذلك في سياق الطريق لمعالجته ومعالجة محاميه لائحة الاتهام التي سترفع ضده. لا توجد أي مصيبة في نظام ديمقراطي في تبادل الحكم. في إسرائيل يقول الناخبون قولهم ويلزمون من يريد أن يقودهم بأن يجسر ويربط خيوطاً مختلفة ومتنوعة. لقد تعلم بني غانتس شيئاً ما من فشل تسيبي لفني وهو كفيل بأن ينجح في المكان الذي فشلت فيه.

شمعون شيفر
يديعوت 10/4/2019

 

التعليقات على خبر: خياران لقادة اليمين: رئيس سيقدم للمحاكمة وآخر يغدقهم عطاء

حمل التطبيق الأن